أنا داليا
مصرية
فى الوقت اللى بكتب فيه البوست ده أنا عندى إلفين ييرز أولد
" طبعاً أنا مش داليا علشان أنا أصلاً ولد بس هيه الشخصيه بتاعة البلوج , إعملوا نفسكم صدقتونى "
أول يوم دراسه فى أولى إعدادى
صحيت بدرى فحت و قايمة بكل نشاط علشان أغسل وشى .
الصابون مش راضى يرغى , يمكن مضروب و لا إيه .. الله أعلم .
المهم عملت نفسى غسلت وشى
بدأت أغسل سنانى .. و أنا بسمع أغنية تانط صفاء أبو السعود بتاعة ياصحابى وصحباتى فى دماغى ,,
أخذت نفساً عميقاً جعل من عقلى مكاناً للأكسجين الذى ملأ دمى حياة .. " جامدة الحته دى صح ؟!! " و بدأت أركز أكتر ..
سؤال : يعنى هوه غسيل السنان سيكريت .. يعنى مش المفروض أقوله لحد ؟؟!! "سألته لنفسى و أنا غائبه عن الوعى فى أرضية الحمام و الدماء تخرج من رأسى و تملأ المكان , و دى كانت أخرة الأكسجين , أه نسيت اقولكم إنى لما باخد نفس عميق بنسى أتنفس بعده "
أصحو لأجد نفسى على سرير و أتحرك بسرعه كبيره حتى أصل لغرفة يظهر عليها برستيج غرفة العمليات و لكنها مقلدة بتقنيات تافهه و شكل وضيع .. أخذ نفساً عميقاّ و أسند رأسى على كتفى و الوساده خلفها و أتذكر ما حدث .. و أتسائل مجدداً : يعنى أول يوم دراسة كده بخ .. مافيش .. هدومى الجديدة مش حلبسها و جذمتى اللى كانت حتخلى مرام تتجن من حلاوتى خلاص بخ مش حلبسها تانى .. و رجليا الجميله دى " إيه .. عنيا مقفوله ليه " سؤال سألته و انا مغمى عليا تانى و المرة دى مش قادرة أصحى ... قشطه عنى ما صحيت .. شكلهم بنجونى أساساً .. المهم كننا بنقول إيه ؟!..
أرشف رشفة من كوب الشاى التخيلى فى عقلى و أدخن نفساً عميقا من السيجاره على الطقطوقه بجانبه و أفرغه من فمى فى مرة واحده محدثة شكل حلقات يتبعها سهم جميل ليخترقها و يفرقها فى كل جانب .. لأتذكر .. أه كنت بتكلم على الجذمه .
المهم المهم . مفيش ميس هناء و لا سعاد تانى .. يا رب أكون فى غيبوبه و أرجع للدنيا و أنا فى ثانوى .. شربت نفس تانى من الشيشه اللى جنب الطقطوقه اللى فيها السيجاره و دفعته فى الهواء فجأه ليسقط الذبابة التى طالما تضايقنى فى أحلامى مغشياً عليها و أسمع من بعيد صوت قطار أتى و أضحك كثيراً ..
زلزال يزلزل دنياى و ربما يزلزل حلمى فقط . يهزنى بشده و يكرر الإهتزاز لأجده الدكتور يفيقنى و يقطع على أحلامى و دعواتى بأن لا أستيقظ قبل وفاة تامر حسنى و زواج نانسى عجرم من نجمى المفضل "على جى" .
و أطرح سؤال فى ذهنى سريعاً قد يؤخر صحوتى : هوه ليه لما بنام فترة طويله بحلم حلم صغير و لما أنام فترة صغيره بحلم حلم طويل .. طب دانا مره فى خمس دقايق حلمت بمازنجر التمانيه و عشرين حلقه و كنت بدأت أسحب فى الحلقه الأولى لمازنكيزر " غريبه صح ؟! "
يبدا الزلزال فى رأسى فقط و هذا ما جعلنى أشك فى أنه الدكتور يحاول إفاقتى .. أفتح عينى قليلاً لأجد كميه كبيره من الضوء أدخلتنى فى غيبوبه جديده .. ربما هى ليست بغيبوبه و إنها مجرد تعب أو ألم فى عينى .. أجد الدكتور يصرخ بسببه و يقول " أشعه بسرعه و أكشفولى على النزيف و جيبولى الزفت اللى خدرها " .. أحسست فى ثانيه أن قذارة غرفة العمليات و إحساسى بأنها نسخه مصغره و مقلده بشكل ردىء من غرف عمليات دكتور هاوس تطور من كونه مجرد إحساس ليصل إلى درجة إيمانيه لا يشوبها الشك إنى فى غرفة عمليات أدق ما يمكننى أن أطلق عليها هو اللفظه " غرفة عمليات بلدى .. زى الكافتريات التقليد - قهوة بلدى و كافتريا بلدى - "..
سندت رأسى مجدداً على جذع الشجره و نظرت للبحر و غمست يدى فى رمال الواحة القريبه أتذكر لهجة الدكتور التى تشوبها العجرفة و البيئه .. و ضحكت على لفظة بيئه مطولاً .. ثم تذكرت كيف كان يعاملنى كقطعة من القذارة متذكرة عندما تزوجته منذ خمسة أعوام .. كيف كان حاله عندما بدأ أن يعالج حالتى .. و كيف كان يعاملنى برقه و يداعبنى ... حتى أنه عرف معنى قلادتى التى حيرت الناس طويلاً بين كونها نجة يهوديه أو إسلامية أو نجمة إسلاميه مقلوبه و كان هو أول من أخبرنى بالمعنى الصحيح من أول مره .. أدهشتنى مخيلته و تكسرت أمامى مع الوقت حتى أصبح كقطعة الخردة .. تزوجته و أنا فى سن السادسة و تمنيت أن أظل معه و أشعر بالأمان للأبد أنى لن أموت ..
تذكرت فجأة أن زوجته سناء طالما كانت متعجرفة و مقرفه و أنها ربما هى من حولته لهذا الوحش أو بالأحرى القهوجى المعقم ..
صحوت من أحلامى لأجد نفسى فى غرفتى بالمشفى غنيت أغنية الست فيروز بصوت خافت على لا تصحو أمى من نومها على الكرسى المجاور لسريرى .. لا أعلم الوقت و لا أجد الموبايل و نور الغرفه الخافت فوق السرير يجعلنى أريد أن أتقيأ .. طالما كرهت الضوء النايلون " الفلورسنت لا مؤاخذه "..
لونى المفضل هو الأبيض .. أجده فى ملابس أمى أغلب الوقت .. و فى ألوان الطباشير التى تمنيت أن تملاً العالم كتاباتها و ورود و عصافير ميس هناء " مع العلم إن كل الدنيا عندى هناء و سناء و مش عارف مين التانيه بس بجد أنا مش بفتكر أسماء المهم أديكوا عرفتوا إن قصدى على ست " ..
تعبت من الكتابة حكمل سن الحداشر بعدين .. إبقوا تابعوا