أنا داليا و عندي دلوقتي إتيين ييرز أولد .. يوم بجد غريب من أوله
يوم بجد غريب .. أنا بحب الكمبيوترز و عايزة أغير لابتوبي و كنت بقلب عالنت كده و بسيرش عن هوس البنات بالتكنولوجيا من باب إني أعرف أقنع بابا اللي شايف إني لمجرد إني بنت و لمجرد إني الصغيرة إنه مش من حقي نهائياً إن يبقي عندي حاجات تكنولوجيه ..
و أنا بدور لقيت تقرير كوري عن بنت صينية .. بتعرض عذريتها للبيع مقابل أيفون فور .. و بداية التقرير بتقول إن أي فون فور ده ديفايز خرافي و فظيع و مريع و جامد وتاويط .. بصراحة أنا معايا أيفون فور و الإتنين و تلاتين جيجا كمان .. و حاسه إنه موبايل عادي .. بيرن و بيرد طب ده حتي تغيير الرنات فيه نفخ أخر مقاس.. المهم .. الخلاصه . إن في حاجات في الدنيا مهمة جداً و ما ينفعش نقارنها بأي حاجة تانية .. زى مثلاً الأحلام .. مش من السهل إن بني أدم يبيع أحلامه مقابل أي حاجه .. و مع نظرة ثاقبة للكاميرا .. و مع تمييل الرأس شمال شوية من فوق .. عدلت الكام شعراية اللي وقعوا علي عيني لخلف رأسي و رفعتهم ورا ديل الحصان و أنا باخد نفس خفيف .. نفس أنا سمعته بودني بس كان خفيف جداً و ده شىء غريب الصراحة .. نفخت ذخان سيجارتي في وش الكاميرا و قلت .. الأحلاممممممممممممممممممممممم .. أه طولت في الميم أوي كده..
رجعت قعدت عدل في الكرسي و مدية جنبي للكاميرا و رفعت راسي لورا و سندتها علي مخدع الرأس بتاع الكرسي .. ممكن تقول ما سندتهاش .. أنا لمست المخدع . لمسته لدرجة أنه مانزلش منه أكثر من سنتيمتر واحد عند المنتصف داخل الأسفنج الناعم الجميل .. و بصيت لفوق بنظرة العين النصف مفوحة و قلت هيه الأحلام.
الأحلام دي هيه الحاجه الوحيدة اللي بتفرق بين البني أدم و الحيوان .. تخيل نفسك قطة مثلاً .. القطة بتحس بشكل كبير جداً و بقوة و ذكية و دمها خفيف و بتاكل و تشرب و تنام و أكتر كائن حي علي الإطلاق بيقدر يعمل دماغ من الهوا .. و يزاول نفسه .. تخيل إنت أحسن منها في إيه ؟؟
الأحلام هيه الجسر اللي بيعديك للمستقبل و اللي ممكن يرجعك للماضي بكوابيسه و ألامه .. رجعت بصيت للكاميرا فجأه في إنتفاضه تكاد تحس أن الهواء الناتج عنها قد هز الكاميرا أو علي الأقل قد هزك أنت من الداخل .. و مع خفه في الألوان لتكاد أن تصبح الصورة بألوان سبياا البرتقالية اللامعه .. و تقليل مفاجىء في الإضاءه مع فووكس علي وجهي و يتغير ببطء ليوضح ذلك العصفور خارج النفاذة يطير بشكل عشوائي و أكنه يمثل دورا المهرج في فيلم من أفلام الملوك القديمة أو ذلك المنشد الذي يمدح ريتشارد قلب الأسد قبل جلوسه علي العرش في حديثه اليومي للشعب و هوه يقول بصوت عالي " هيييييييييييييييييييييييييييييييييل " المهم و ترجع الكاميرا بعد ما تتهز يمين و شمال و تركو علي وشي تاني و ألاقيني بقول بصوت غاضب .. ركز مع أمي هنا يا عم المنتج .. هيهيههيهي .. 
بصيت للكاميرا في ظلام و تري إنسان عيني الكبير يبرق بضوء أحمر شفاف .. تكاد تري أعصابي و هيه تشع بالكهرباء و الأفكار من خلاله .. تكاد تري مخي من خلال تلك الشبكية الرقيقه التي ترقد خلف العدسات و السوائل  تكاد تحس حرارة الدم برأسي و هو يتدفق ليغذي مخي بالأكسجين اللازم لأجمع أفكاري و أصرخ مره أخري .. أنت سرحان في إيه يا خويا مش كفاياك تسبيل .. ركز بقي شوية .. إنت وقفت فين ؟؟؟
أه كنت بقول .. الأحلام جسر . لازم تحسه و تلمسه و تدوس علي ترابه و يمكن تتمدد عليه كمان و تحس أشعة شمس المستقبل و هيه بتلفح وشك .. بتلفح جسمك و تغذيك بإيمان إن الحلم واقع ملموس .. تستطيع بسهولة أن تحس دفئه يطمئنك أنك ما زلت هذا الإنسان علي الجسر .. و تأكد .. مع رفعة صباع السبابة في يدي الشمال و يمكنك بسهولة أن تلاحظ رعشة بسيطه فيه ناتجه عن شده أقصي مما يمكن أن يتحمل .  لتجدني أقول .. تأكد أنك لو فقدت هذا الدفء فقد فقدت هويتك .. ليست مصريتك و لا ليبيتك بل إنسانيتك ..