Saturday, September 10, 2011

الليلة عيد .. الليله

صمت قوي يملأ المكان .. صمت شديد .. لا يكسره إلا مجموعه من أصوات السوائل التي تحركها الجلود .. صوت شرب العطشانين و أكل الجعانين بشراهه .. صوت يشبه حركة المياه داخل المجاري الضيقه .. صمت .. صمت .. أتطلع من الشرفه لأجد رجلاً عجوزاً جالساً علي كرسي بلاستيكي .. بيقول أي كلام و بيدندن .. ظله علي الأرض ضعيفففففف و الإضاءه ضعيفه جداً .. و الصمت يملاً الشارع بل و الشوارع المجاورة ..
ثم فجأه صوت سقوط جسم بسرعه كبيره .. مثل تلك الأفلام التي تسقط فيها الأشياء من السماء و النيازك المهولة .. و لكنه كان أقل صخباً .. صوط سقوط كوباية إزاز .. حدفها عيل صغير من الدور العاشر .. صوتها كان قوي و كأنها تخترق حاجز الصوت لترتطم بجسم معدني مجهول في الظلام .. ثم يتبعه صوت ذلك الطفل المعتوه .. جووووووووووووووووووووووووووون .. صرخة قوية تكسر صمت المكان الدامس .. صرخه مثل التي تسمعها في الأستاد في ماتش إيطاليا و مصر في الكونفيدرايشن .. توقعت أن أسمع بعدها الشوالي يهلل .. طالما كنت إيطالياً و لكن اليوم عذراً يا إيطاليا فأنا مصري حتي النخاع .. أو جملته الشهيرة .. حمص حمص حمص " نسبة للاعب المنتخب المصري : حمص " و لكن تبع كلمة جووووووووووووووووووووون .. صمت دامس أخر ثم صوت إرتطام شيء من المطاط بجلد بشري .. أظن شخصياً أن المطاط كان شبشب و الجلد البشري كان وجه الولد ليكون كالصفعة .. و بعدها أجد صوتاً تابعاً لصوت الشبشب يكاد لا يفارقه و أكن حرجكة الشبشب تولدت في الأساس عن تلك الصرخه التي صرختها أمه .. رميت الكباية يا بن الكللللللللللللللللللللللللللللللللللللب .. ليه كل الستات بتشتم عيالها بيابن الكلب .. ما هو أكيد كلب علشان إتجوز كلبة ذيك و جابلنا البودل الأمور بتاع الكباية .. ماهي الهابلة ما بتجيبش دكتور ... المهم .. رفعت رأسي لأجدها ترتطم بنسيم ليلة 30 رمضان .. يااااااااااااااااااااااااه .. رمضاه كله ذكريات .. المهم ..

تأملت لحظة الكباية ثانية بثانية لأجد فيها قيماً إنسانية مبدعه و جميله و لأجد أن الجسم المعدني الذي إرتطمت به الكباية كان سقف سيارتي ........ أ*ا .. لأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ

أنا داليا

أنا داليا و عندي دلوقتي إتيين ييرز أولد .. يوم بجد غريب من أوله

يوم بجد غريب .. أنا بحب الكمبيوترز و عايزة أغير لابتوبي و كنت بقلب عالنت كده و بسيرش عن هوس البنات بالتكنولوجيا من باب إني أعرف أقنع بابا اللي شايف إني لمجرد إني بنت و لمجرد إني الصغيرة إنه مش من حقي نهائياً إن يبقي عندي حاجات تكنولوجيه ..

و أنا بدور لقيت تقرير كوري عن بنت صينية .. بتعرض عذريتها للبيع مقابل أيفون فور .. و بداية التقرير بتقول إن أي فون فور ده ديفايز خرافي و فظيع و مريع و جامد وتاويط .. بصراحة أنا معايا أيفون فور و الإتنين و تلاتين جيجا كمان .. و حاسه إنه موبايل عادي .. بيرن و بيرد طب ده حتي تغيير الرنات فيه نفخ أخر مقاس.. المهم .. الخلاصه . إن في حاجات في الدنيا مهمة جداً و ما ينفعش نقارنها بأي حاجة تانية .. زى مثلاً الأحلام .. مش من السهل إن بني أدم يبيع أحلامه مقابل أي حاجه .. و مع نظرة ثاقبة للكاميرا .. و مع تمييل الرأس شمال شوية من فوق .. عدلت الكام شعراية اللي وقعوا علي عيني لخلف رأسي و رفعتهم ورا ديل الحصان و أنا باخد نفس خفيف .. نفس أنا سمعته بودني بس كان خفيف جداً و ده شىء غريب الصراحة .. نفخت ذخان سيجارتي في وش الكاميرا و قلت .. الأحلاممممممممممممممممممممممم .. أه طولت في الميم أوي كده..

رجعت قعدت عدل في الكرسي و مدية جنبي للكاميرا و رفعت راسي لورا و سندتها علي مخدع الرأس بتاع الكرسي .. ممكن تقول ما سندتهاش .. أنا لمست المخدع . لمسته لدرجة أنه مانزلش منه أكثر من سنتيمتر واحد عند المنتصف داخل الأسفنج الناعم الجميل .. و بصيت لفوق بنظرة العين النصف مفوحة و قلت هيه الأحلام.

الأحلام دي هيه الحاجه الوحيدة اللي بتفرق بين البني أدم و الحيوان .. تخيل نفسك قطة مثلاً .. القطة بتحس بشكل كبير جداً و بقوة و ذكية و دمها خفيف و بتاكل و تشرب و تنام و أكتر كائن حي علي الإطلاق بيقدر يعمل دماغ من الهوا .. و يزاول نفسه .. تخيل إنت أحسن منها في إيه ؟؟

الأحلام هيه الجسر اللي بيعديك للمستقبل و اللي ممكن يرجعك للماضي بكوابيسه و ألامه .. رجعت بصيت للكاميرا فجأه في إنتفاضه تكاد تحس أن الهواء الناتج عنها قد هز الكاميرا أو علي الأقل قد هزك أنت من الداخل .. و مع خفه في الألوان لتكاد أن تصبح الصورة بألوان سبياا البرتقالية اللامعه .. و تقليل مفاجىء في الإضاءه مع فووكس علي وجهي و يتغير ببطء ليوضح ذلك العصفور خارج النفاذة يطير بشكل عشوائي و أكنه يمثل دورا المهرج في فيلم من أفلام الملوك القديمة أو ذلك المنشد الذي يمدح ريتشارد قلب الأسد قبل جلوسه علي العرش في حديثه اليومي للشعب و هوه يقول بصوت عالي " هيييييييييييييييييييييييييييييييييل " المهم و ترجع الكاميرا بعد ما تتهز يمين و شمال و تركو علي وشي تاني و ألاقيني بقول بصوت غاضب .. ركز مع أمي هنا يا عم المنتج .. هيهيههيهي ..

بصيت للكاميرا في ظلام و تري إنسان عيني الكبير يبرق بضوء أحمر شفاف .. تكاد تري أعصابي و هيه تشع بالكهرباء و الأفكار من خلاله .. تكاد تري مخي من خلال تلك الشبكية الرقيقه التي ترقد خلف العدسات و السوائل تكاد تحس حرارة الدم برأسي و هو يتدفق ليغذي مخي بالأكسجين اللازم لأجمع أفكاري و أصرخ مره أخري .. أنت سرحان في إيه يا خويا مش كفاياك تسبيل .. ركز بقي شوية .. إنت وقفت فين ؟؟؟

أه كنت بقول .. الأحلام جسر . لازم تحسه و تلمسه و تدوس علي ترابه و يمكن تتمدد عليه كمان و تحس أشعة شمس المستقبل و هيه بتلفح وشك .. بتلفح جسمك و تغذيك بإيمان إن الحلم واقع ملموس .. تستطيع بسهولة أن تحس دفئه يطمئنك أنك ما زلت هذا الإنسان علي الجسر .. و تأكد .. مع رفعة صباع السبابة في يدي الشمال و يمكنك بسهولة أن تلاحظ رعشة بسيطه فيه ناتجه عن شده أقصي مما يمكن أن يتحمل . لتجدني أقول .. تأكد أنك لو فقدت هذا الدفء فقد فقدت هويتك .. ليست مصريتك و لا ليبيتك بل إنسانيتك ..